الاعرابي مع الحجاج

الاعرابي مع الحجاج
يقال ان الحجاج خرج يوما إلي الحج وبينما هو في الطريق إذا بصوت اعربي يلبي فلما فرق من التلبية قال الحجاج تلبية موحد ورب الكعبة لا يفوتكم الرجل ؛فأسرع من كان معه حتي أتي به علي ناقة برحاء فقال الحجاج من اين الرجل ؛ قال من الفج العميق
قال الحجاج من اي الفج
قال الرجل من العرق
قال ومن اي العراق
قال من مدينة الحجاج
قال الحجاج وما سيرته فيكم يعني الحجاج
قال الاعرابي سيره فرعون في بني أسرائيل
يقتل ابناءهم ويستحي نسائهم
قال فهل خلفته مسافر او مقيم
قال بل مسافر
قال إلي اين
قال إلي الحج
قال ومن خلفه عليكم
قال اخوه محمد
قال وما سيرته فيكم
قال ظلوم غشوم واسع البلعوم عاص مشؤم
قال الحجاج هل عرفتني
قال لا
قال انا الحجاج
قال الاعربي اشروالله من ظلمت الخظراء واقلت الغبراء ويشرب من الماءبغيض لعين في الدنيا والاخره
فقال الحجاج والله يا اعربي لاقتلنك قتله لم اقتلها احد قبلك
قال ان لي رب يخلصني وينجيني منك
قال اني سائلك
قال والله اخبرك
فقال اتحسن من القران شي
قال نعم
قال اسمعنا
فقال الاعرابي ( اذا جاء نصر الله والفتح ورايت الناس يخرجون من دين الله افواجا )
قال الحجاج ليس هكذا بل يدخلون في دين الله افواجا
قال الاعرابي قد كان ذلك فبل ان يتولي الحجاج فلما صار الحجاج امير اصبح يخرجون فضحك الحجاج
ثم قال ما قولك في محمد صلي الله عليه وسلم
قال وما عسي ان اقول في صاحب الشفاعة والحوض وزمزم والناقة ومن قرن الله اسمه باسمه يدعاء في كل يوم عشر مرات في الأذان والاقامة
قال وما تقول في ابو بكر الصديق
قال وما عسي ان اقوال صديق في الارض وصديق في السماء وصاحبه في الغار واسلم وهو يملك ثمانين الف دينار انفقها في سبيل الله
قال وما تقول في عمر
قال وما عيس ان اقول في فاروق في السماء وفاروق في الارض فرق بين الحق والباطل
قال وما تقول في عثمان
قال وما عسي ان اقول في مجهز جيش العسره ومن سبح في كفيه الحصي واستحية منه ملائكة السماء
قال وما تقول في الحسن والحسين
قال وما عسي ان اقول فيمن ولدتهما البتول ورباهما الرسول صلي الله عليه وسلم ورعاهما جبريل عليه السلام
قال وما تقول في معاويه
قال وما عسي ان اقول في كاتب وحي الرسول صلي الله عليه السلام ورديفه علي بقلته
قال وما تقول في يزيد ابن معاوية
قال كما قال من هو خير مني لمن هو شر منك
فقال الحجاج من هو خير منك وشر مني
قال موس عليه السلام خير مني وفرعون شر منك
قال الحجاج فما قال فرعون لموسي عليه السلام
قال فما بال القرون الأولي ؟ قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسي
قال فما قولك في عبدالملك ابن مروان
قال ذلك اخطئ خطيئه ملائن بين السماء والارض
قال وكيف ذلك ؟
قال ولاك علي امور المسليمن تحكم في اموالهم ودمائهم بجور وظلم
فهم الحجاج بسيفه واشار إلي سيافه ليضرب عنق الاعرابي
فحرك الاعرابي شفتيه فخر السيف في ناحية والسياف في ناحية اخري
فقال الحجاج بحق معبودك إلا اخبرتني بأي دعاء دعوت
فقال بدعاء ان علمتك اياه غفر الله لك (ما عليك من حسابهم من شي وما من حسابهم من شي )ثم قال الاعرابي
(اللهم يا رب الارباب ويا معتق الرقاب ويا هازم الاحزاب ويامنشئ السحاب ويا منزل الكتاب ويارازق من تشاء بغير حساب ويا ملك يا تواب ويا راد موسي إلي امة ويوسف إلي ابيه يعقوب اسألك ان ترزقني وتكفيني شره انك علي كل شي قدير )