منتدى الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الابداع

منتدى الابداع
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الهجرة.. والقيام بواجب الدعوة إلى الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 127
تاريخ التسجيل : 20/11/2013

الهجرة.. والقيام بواجب الدعوة إلى الله Empty
مُساهمةموضوع: الهجرة.. والقيام بواجب الدعوة إلى الله   الهجرة.. والقيام بواجب الدعوة إلى الله Emptyالخميس نوفمبر 21, 2013 1:01 pm

كتب: د. عبدالله فرج الله
17 نوفمبر, 2013 - 14 محرم 1435هـ


لا يتوقف الداعية عن أداء دعوته أبداً، حتى في أحلك الظروف وأصعبها، فها هو صلى الله عليه وسلم، يدعو إلى الله وهو مطارد في طريق هجرته.. فقد أسلم بُريدة الأسلمي رضي الله عنه في ركب من قومه.. ذكر ابن حجر العسقلاني أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي بريدة بن الحصيب بن عبدالله بن الحارث الأسلمي، فدعاه فأسلم، وقد أصبح من دعاة الإسلام ومجاهديه، إذ غزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ست عشرة عزوة، وكان سبباً في هداية قومه حين دعا لهم الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأسلم على يديه صلى الله عليه وسلم لصّان كانا في طريقه، عرض عليهما الإسلام فأسلما، ثم سألهما عن اسميهما، فقالا: نحن المهانان، فقال: بل المكرّمان، وأمرهما أن يقدما عليه المدينة.

وهذا هو دأب الأنبياء والدعاة الصادقين المخلصين، فهذا يوسف عليه السلام داعية في سجنه، وهذا ما يدعو الطغاة إلى فصل الدعاة في سجونهم عن غيرهم خوفاً على المجرمين من تأثرهم بهؤلاء الدعاة.

فواجب الدعوة إلى الله لا يسقط أبداً..

الهجرة ... صحبة كريمة

في هجرته صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن الصاحب ضرورة، واختياره سنة نبوية عظيمة، طلبها موسى عليه السلام من ربه حين أمره بالذهاب إلى فرعون، طلبها على أساس الشراكة الحقيقية وليست الشكلية، أو مجرد تكثير الأتباع الذين يهللون ويصفقون ويؤيدون، بل الصاحب الذي يحمل الهمّ، ويسعى في البذل، ويترجم حقائق المشاركة في الأمر، فشفع طلبه بذكر مجموعة الفوائد التي تتحقق من خلال الصحبة في طريق الدعوة، قال تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي. هرُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي. كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً. وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً .إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً} (سورة طه).

والرفيق عند العاقل قبل الطريق، فكيف إذا كان هذا الطريق هو طريق هذه الدعوة المباركة؟ وكيف إذا كان السفر هجرة إلى الله ورسوله؟! ما أشد حاجة السائرين إلى أخ يعين عند الذكر، ويذكر عند النسيان، ويواسي عند الأحزان، ويشارك عند الأفراح، ويساعد عند الحاجة!.

فليس بداعية من لا يبحث عن أخ يشاركه في حمل هذه الأمانة العظيمة.

الهجرة ... عفة وبذل

من أعظم آداب المهاجرين إلى الله، أن يتّصف المهاجرون بالعفة والكرامة والبعد عن الطمع بما يمتلكه الآخرون، فلا يليق بهم أن تمتد أيديهم إلا إلى الله تعالى «فاليد العليا خير من اليد السفلى» وها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، يقدم الراحلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأبى النبي قبولها قبل أن يحدد أبو بكر ثمنها.. يا الله!!

وهذا سراقة بن مالك رضي الله عنه بعد العفو عنه ووعد رسول الله له بسوارَيْ كسرى، يقول للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "هذه كنانتي فخذ منها وإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا.. فخذ منها حاجتك". فيقول الرسول: "لا حاجة لي فيها".

نعم.. حين يزهد الدعاة إلى الله بما عند الناس يحبهم الناس، وحين يطمعون بما عندهم فإنهم ينفرون منهم ويبتعدون عنهم، بل ربما كان محل شك وريبة واتهام.

الهجرة ... أخذ بالأسباب

الأخذ بالأسباب دين، وهو درس عظيم يعلمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته المباركة، فما كان فيها متواكلاً، بل كان آخذاً بالأسباب كلها، وكأنها كل شيء، ثم توكل على الله وكأنها لا شيء يذكر، فهذا شأن السائرين إلى الله، أخذ بالأسباب من كل أطرافها وكأن الأمر معقود بها، ثم نسيانها تماماً عند التنفيذ وبعد استكمال شروطها وكأنها لا شيء أبداً، وتتجه الأنظار إلى الله ومعيّته ومعونته فقط، لأن التوفيق بيده والنصر من عنده، لكن بعد الأخذ بأسباب ذلك.

فما كان الرسول صلى الله عليه وسلم متواكلاً، بل عقل ثم توكل، فكان في قمة التخطيط وإحكام الوسائل وسد الثغرات وأخذ الاحتياطات وتأمين الواجبات والاحتياجات، هذا شأن المسلم إعقال ثم توكل..

والأخذ بالأسباب لا يعني الاعتماد عليها، وهذا هو الفرق بين المؤمن وغيره، فالمؤمن يأخذ بها ولا يعتمد عليها، أما غيره فيأخذ بها ويعتمد عليها، معتقداً أنها هي التي تحقق وتفعل، وتقدم وتؤخر.

الهجرة ... اختيار للتهيئة

لم يهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بلد لم يعمل على تهيئته من قبل حتى يكون جاهزاً لاستقبال الدين الجديد، بل لقد سعى صلى الله عليه وسلم إلى تهيئته وإعداد الأنصار فيه، وإرسال من يؤسسون لأرضيّة مناسبة وصالحة لاستقبال الدعوة والداعي، واختيار الكفء الذي يضطلع ويقوم بالمهمة خير قيام، فاختار صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه كي يكون سفير الدعوة إلى مهاجر النبي، يؤسس ويبشر ويحشد الطاقات، ويهيّئ النفوس ويبذر فيها بذار الخير، حتى يتسنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصادها وقطافها لحظة وصوله، فكان الاختيار دقيقاً لدقة المهمة وعظمة الهدف المنشود، فقد «اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم عن علم بشخصيته من جهة، وعلم بالوضع القائم في المدينة من جهة أخرى، حيث كان رضي الله عنه بجانب حفظه لما نزل من القرآن، يملك من اللباقة والهدوء وحسن الخلق والحكمة قدراً كبيراً، فضلاً عن قوة إيمانه، وشدة حماسه للدين؛ ولذلك تمكن خلال أشهر أن ينشر الإسلام في سائر بيوتات المدينة، وأن يكسب للإسلام أنصاراً من كبار زعمائها، كسعد بن معاذ، وأسيد بن الحضير، وقد أسلم بإسلامهما خلق كثير من قومهم».

وكانت (بيعة العقبة الثانية) تمهيداً آخر لهجرته صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أُبايِعُكم على أنْ تَمنعُونِي مما تَمنعُون منه نساءكم وأبناءكم، قال: فأخذ البراءُ بن معرور بيده، ثم قال: نعم والذي بَعَثَك بالحقِّ نبِياً؛ فنحن والله أهل الحرب، ورثناها كابراً عن كابر). ثم عيّن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم منهم اثنَيْ عشرَ نقيباً على قومهم زيادة في التهيئة والإعداد والتنظيم وتحديد المسؤوليات، فليست الهجرة إلى مجهول لا تعرف عواقبه، فلم تكن الهجرة مغامرة قد تصيب أو تخيب، بل أحكم إعدادها، وهيئت لها كل الظروف المناسبة التي تضمن نجاحها بإذن الله، وهذا ما نطمح إليه عند المسلمين، أن تحكم أمورهم، وأن تضبط خطواتهم، وتوضع بدقة خططهم متجاوزين الارتجال الذي يفسد الأعمال، والمغامرات التي تذهب البركات، وقد تمحق الجهود وتجهد العاملين.

فلا بدّ من التمهيد المناسب الذي يسبق التنفيذ، ويعمل على توفير المناخ المناسب لتنفيذ هادئ، وعمل ثابت، ونتائج كبيرة وأكيدة، وأن يختار لمهمة التهيئة والإعداد الرجال الأكفاء، والدعاة النبلاء.

الهجرة ... حركة قبل التمكين

ما كان صلى الله عليه وسلم يركن إلى راحة أبداً وقد أمر بالقيام فظل قائماً بأمر الله، لا تقعده صعوبات، ولا تخيفه تهديدات، ولا يُقنطه إعراض المعرضين عن دعوته، ولا يفتّ في عضده يأس أو قنوط، فكان في حركة دائمة ومستمرة، طلباً للنصرة، وعرضاً للدعوة، والتقاءً بالناس، واستثماراً للمواسم، فها هو «صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر يطوفان، حتى إذا سمعا صوت رجال يتكلمون مالا إليهم فقالا وقالوا، وتحدثا وسمعوا، وبينا فأصغوا فانشرحت القلوب، ولانت الأفئدة ونطقت الألسنة بالشهادتين، وإذا بأولئك النفر من شباب يثرب يطلقون الشرارة الأولى من نار الإسلام العظيمة التي أحرقت الباطل فتركته هشيماً تذروه الرياح. من كان يظن أن تلك الليلة كانت تشهد كتابة السطور الأولى لملحمة المجد والعزة؟».

نعم، لو كان الداعية يغط في نوم عميق في تلك الليلة وغيرها من الليالي، مؤثراً الراحة على التعب، والأمن على الخوف، لما سنحت هذه الفرصة العظيمة التي شرح الله فيها النفوس للإيمان كي تكون نواة التمكين.

إن نصر الله يأتي للمؤمن من حيث لا يحتسب ولا يقدر، لقد طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجتمعات القبائل، وقصد الرؤساء، وتوجه بالدعوة إلى الوجهاء، وسار إلى الطائف، فعل ذلك كله عشر سنوات، وهو يرجو أن يجد عند أصحاب الجاه والمنعة نصرة وتأييد.

فأين طالبو التمكين من هذا النهج القويم في حمل الرسالة، وتبليغ الدعوة، وأداء الأمانة، والحركة الدائمة، لا يفوت فرصة، ولا يقلل من شأن أحد، ويحاول الاتصال بالجميع حتى يسمعوا الدعوة، ليس بهدف إقامة الحجة بل بهدف التبليغ الصادق رجاء الهداية والاستقامة، فلم يحصر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نفسه في فئة بعينها، ولا في طائفة أو قبيلة، بل فتح باب الدعوة للجميع، واستهدف الجميع، فجاءت البشارات من حيث لا يحتسب، من ستة نفر، كما يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله: «لم تأت النصرة والحماية والتمكين من تلك القبائل العظيمة ذات المال والسلاح، وإنما جاءت من ستة نفر جاءوا على ضعف وقلة».

ما نريد تأكيده أن التمكين بحاجة إلى حركة، والحركة بحاجة إلى همة، والهمة بحاجة إلى همّ، والهمّ بحاجة إلى نفوس عظيمة وكبيرة.. كنفوس الأنبياء والمرسلين، والدعاة الصادقين.

- - - - - - - - - - - -

* نقلا عن مجلة "الأمان" اللبنانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fffffoa.forumarabia.com
 
الهجرة.. والقيام بواجب الدعوة إلى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الا بذكر الله تطمئن القلوب
» اللهم صل وسلم على رسول الله
» استغفر الله
» وصية ابن باز رحمه الله
» أسماء الله الحسنى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الابداع  :: الأقسام :: القسم الإسلامي-
انتقل الى: